فى تصرف غريب وغير مفهوم من جانب التلفزيون الإسرائيلى، تعمدت معظم القنوات الفضائية والإخبارية التشويش على صورة الجاسوس الإسرائيلى "إيلان تشايم جرابيل"، الذى تم اعتقاله مؤخرا على يد المخابرات المصرية فى أحد الفنادق بوسط القاهرة خلال الإعلان عن الخبر فى النشرات الإخبارية المختلفة.
وذكرت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى خلال تقريرها صباح اليوم، أن إيلان جاء إلى مصر بصفته سائح يهودى أمريكى، مضيفة أنه جاء إلى القاهرة من الولايات المتحدة الأمريكية وليس من إسرائيل.
فيما هاجمت القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلى السلطات المصرية، زاعمة بأن الأمر عبارة عن مسلسل تم تصويره بإحكام لوسائل الإعلام المصرية.
وأشار التلفزيون الإسرائيلى إلى أن "الجاسوس" الذى تدعى القاهرة بأنه ضابط بجهاز الموساد جاء إلى البلاد لزرع الفتن بين طوائف الشعب المصرى وقواته المسلحة، خدم بالفعل بالجيش الإسرائيلى فى وحدة المظليين بالكتيبة 101 وأصيب خلال حرب لبنان الثانية.
ونقلت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى عن مصادر رسمية بالحكومة الإسرائيلية التى يتزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" قولها بأن هذا الأمر كله لا يمكن وصفه إلا بأنه "هراء" وأن الصور التى تم بثها "ملفقة"، وإنها محاولة يائسة من جانب النظام المصرى لخلق صورة سلبية عن إسرائيل لدى الرأى العام المصرى.
وأشارت الفضائيات الإسرائيلية إلى أن النائب العام المصرى كان قد أمر بحبس إيلان على ذمة التحقيقات 15 يوم بتهمة التجسس والتحريض على أعمال شغب ومحاولة لتجنيد الشباب المصرى من أجل تنفيذ خطة إسرائيلية رامية إلى زعزعة استقرار البلاد.
وكانت قد أكدت مصادر بالخارجية الإسرائيلية، أن ما أعلنته مصر مجرد "إدعاءات"، متهمة القاهرة بأنها دائما ما تعلن عن اعتقال جواسيس إسرائيليين "وهميين"، دون أن تقدم أدلة.
وأوضح مصدر رسمى مسئول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، "أن أنباء القبض على جواسيس إسرائيليين فى مصر أصبحت كثيرة بصورة مشبوهة، وتل أبيب اعتادت على ظهور هذه الأنباء مرة كل شهر أو شهرين، وهى تخرج من الحين لآخر بلا أى مبرر"، مضيفا "أنه لمؤسف للغاية أن يعمل المصريون دائما على رسم مثل تلك الصورة السلبية والمعادية لإسرائيل".
وفى السياق نفسه، كانت قد وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نبأ القبض على ضابط الموساد بأنه لغز يجب على القاهرة توضيحه بأسرع وقت.
وسخرت الصحيفة من عملية القبض عليه قائلة: "القاهرة تعلن عن إلقاء القبض على جاسوس إسرائيلى، وفى الوقت نفسه تنشر صوره وهو يرتدى الزى العسكرى فى جيش الدفاع خلال رحلة له فى مصر!!".
وأوضحت معاريف أن تل أبيب أكدت أنها لا علم لديها باعتقال أى مواطن إسرائيلى فى مصر.
على الصعيد نفسه، واصلت الصحف الإسرائيلية لليوم الثانى على التوالى هجومها الشديد على السلطات المصرية بعد الكشف مؤخرا عن قضية ضابط الموساد الذى تم القبض عليه بتهمة التجسس والتحريض داخل مصر، زاعمة بأن القصة كلها مفبركة لإرضاء وإلهاء الجماهير المصرية بموضع يشغلهم خلال الفترة المقبلة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرانوت" الإسرائيلية، أنه بعد مضى عدة سنوات على حبس "عزام عزام" بالسجون المصرية بتهمة التجسس أيضا خرجت علينا وسائل الإعلام المصرية بقصة مشابهة تماما لعزام، الغرض منها إثارة الرأى العام المصرى ضد إسرائيل، على حد قولها.
وأضافت الصحيفة، أن إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى "المزعوم" – على حد وصفها- فى مصر أعاد للذاكرة الإسرائيلية "عزام عزام" بعد مرور حوالى 15 عاما على اعتقاله فى نوفمبر 1996.
واستطردت يديعوت مزاعمها ساخرة: "أن جاسوس الألعاب وقع فى يد المصريين بسبب صور كانت محملة على تلفونه المحمول الخاص"، مؤكدة أن التقرير الذى صدر أمس عن السلطات المصرية باعتقال "إيلان تشايم" بتهم تجسس لا أساس لها من الصحة وتدعوا للضحك.
وقالت يديعوت إنه وفقا لصحيفة "اليوم السابع"، فإن الجاسوس الإسرائيلى تم استجوابه وجرى تمديد حبسه 15 يوما، فى الوقت الذى شددت فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن هذه التقارير الإعلامية لا أساس لها من الصحة، على حد قول يديعوت.
وزعمت الصحيفة العبرية إلى أن عزام كان قد روى تجربته فى مصر لوسائل الإعلام الإسرائيلية عقب الإفراج عنه، بأنه وقع على ورقة بيضاء بها الاتهامات الموجهة ضده بأنه تجسس على مصر من خلال تجنيده لعمال فى شركة الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى، مضيفة بأن الأمر قد يكون تكرر مرة أخرى مع المواطن الإسرائيلى هذا الذى تم اعتقاله مؤخرا لإرضاء الحشود المصرية والتفافها حول المجلس العسكرى الحاكم، على حد زعمها.
ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية حينها إرسال عزام لمصر لغرض التجسس، وقالت يديعوت إنه بالرغم من ذلك اتهم بالتجسس وقضى ثمانى سنوات فى السجن.
وفى السياق نفسه، قال عزام الجاسوس الإسرائيلى السابق فى تصريحات خاصة لـ"يديعوت أحرانوت" إنه لا يعتقد بأن هناك جواسيس لإسرائيل فى مصر، مضيفا: "أنا لا أفهم لماذا يفكر المصريين دائما بهذه الطريقة، فنحن لدينا سلام معهم، ولسنا فى حاجة إلى جواسيس، وبالتالى فالإسرائيليين يشعرون بالقلق لأن أى إسرائيلى سيعبر الحدود إلى مصر من أجل السياحة مثلا قد يتهم بالتجسس".
وأضاف عزام ليديعوت: "أنا واثق أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزارة الخارجية ستعمل معا من أجل حل هذه المسألة، وسوف لن يسمح له بالبقاء فى السجن لفترة طويلة".
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=434448
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق