انتقد الخبير السياسى ناثان براون الأسلوب الذى تعاملت به الولايات المتحدة مع إعلانها فتح قنوات اتصال بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر.
ولفت إلى أن إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ضرورة الحوار مع كل الأحزاب السياسية التى لا تتبنى العنف بما فيها الإخوان المسلمون، ثم نفى المتحدث باسم الوزارة فى اليوم التالى وجود أى قنوات اتصال حتى الآن، يلقى بظلال من الشك والخوف بشأن العلاقة بين الطرفين، غير أن هذا الأسلوب يتسبب فى الإلهاء عن القضية الحقيقة وهو ما إذا كان يجب تعاون القوى السياسية مع بعضها البعض وليس ما إذا كان يمكنهم التعاون مع الولايات المتحدة.
ويشير براون، الخبير بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، إلى أن الولايات المتحدة كانت حريصة فى عهد مبارك على بقاء اتصالاتها المباشرة مع الجماعة محدودة بسبب مخاوف من الإرهاب، بالإضافة إلى ما كان يمثله هذا الاتصال من حساسية لنظام مبارك.
وبعد أن ولى عهد مبارك يدعو براون إدارة أوباما للعمل على هذا الجانب ليس لمجرد فتح حوار كبير مع حركة إسلامية وإنما إستئناف بطئ ومحدود لاتصالات دبلوماسية طبيعية مع لاعب أساسى على الساحة السياسية.
وعلق الكاتب السياسى الأمريكى على إستعراض القوى الذى قدمه السلفيين فى مليونية وحدة الصف، مشيرا إلى الاستقطاب الذى يظهر بالمشهد السياسى المصرى، حيث تصارع القوى السياسية غير الإسلامية ونظيرتها الإسلامية.
ويؤكد حتمية عمل هذه القوى معا وإيجاد سبل المنافسة السياسية السلمية لأن مناخ ما بعد الثورة لا يوحى بأن أحدهم سيفوز بسيطرة كاملة. ولو أن الخصمين يظهران علامات محدودة للغاية بشأن التوصل إلى أرضية مشتركة فى الوقت الحالى. فيما يجب على واشنطن فتح حوار مع مختلف القوى فى الطيف السياسى المصرى.
ولخفض الضجيج الخاص بالحوار الأمريكى مع الإخوان، يرى براون أنه سيكون من المفيد إعادة النظر فى السجل الفعلى للاتصالات بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين منذ بزوغ الجماعة فى السبعينيات. فحتى التسعينيات كان هناك اتصال نشط بين الطرفين، إلا أنه مع استخدام نظام مبارك مزيدا من القمع لم يعد مقبولا لديه مثل هذا الإتصال لذا تراجعت واشنطن فى صالح علاقتها بالنظام المخلوع.
وبعد فوز الإخوان بـ 88 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية 2005، تنصلت واشنطن من أى حوار مع الجماعة، لكنها قالت إنه لا يمكن تجنب أعضائها بالبرلمان. وقد قبل أعضاءها بالفعل الدعوات الدبلوماسية الطبيعية كجزء من واجباتهم البرلمانية وهو ما دفع البعض للحديث عن الحوار بين الولايات المتحدة والجماعة، ولكن ما حدث من إتصالات كان متواضعاً للغاية.
ويتابع الكاتب الأمريكى أنه عقب الثورة كان من الطبيعى أن تفتح الولايات المتحدة اتصالات مع أحد القوى السياسية البارزة فى مصر، لكن الأمر الوحيد الغريب هو تردد وزيرة الخارجية الأمريكية فى إعلان ذلك، ويشير إلى أنه وعلى حد علمه لم يتم عقد أى إجتماعات بين الطرفين حتى الآن.
وعموما يشير براون إلى حساسية الوضع الجديد لدى الطرفين. فالنسبة للأمريكيين، هناك جدل بين النخب السياسية بشأن الموقف الصحيح تجاه الإخوان فضلا عن المسائل التى تثيرها علاقات الإخوان بحركة حماس والمخاوف العامة من الإسلاميين ويتابع أن هناك تزايدا فى الفوبيا من الإخوان بين بعض الدوائر الفكرية وبعض مناطق الكونجرس. فباختصار أصبح موقف واشنطن من الإخوان إلى حد ما قضية داخلية، بالإضافة إلى كونها قضية سياسة خارجية.
وبالنسبة للإخوان فلهم مواقف تختلف تماما مع الولايات المتحدة مما يجعل بعض قادة الجماعة يتردد بشأن أى اتصالات. هذا غير أنهم يخشون من الشكوك واتهامات التخوين لكل من يتعاون مع الولايات المتحدة حيث الميول العربية لنظريات المؤامرة، لذا فإنه من المرجح أن تظل الاتصالات بين الجانبين محدودة وحذرة، وهذا سبب يجعلنا نفكر فى توقعات متواضعة للغاية بشأن ما يمكن أن يحققه حوار الطرفين.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=471980
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق