أثار أحد المسئولين الألمان، ويدعى رونالد فريدنشتين، الرئيس التنفيذى لمركز الدراسات الأوروبية ببروكسل، جدلاً واسعاً خلال مؤتمر "الطريق نحو الديمقراطية فى مصر.. الدروس المستفادة من التجربة الألمانية"، بسبب تأكيده على أولوية العلاقات الألمانية مع إسرائيل، واعتبارها ثالث أهم علاقة خارجية لألمانيا، وهو ما اعتبره الحضور حديثاً "استفزازياً".
وقال فريدنشتين اليوم، الأحد، خلال المؤتمر الذى نظمه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء: "أمن إسرائيل مسئوليتنا، وهناك التزام تاريخى من ألمانيا تجاه إسرائيل"، مضيفاً "أن هذا لا يعنى عدم رغبتنا فى إقامة علاقات جيدة مع الدول العربية، ولكن على العكس نسعى للتعاون فى المجالات المشتركة".
وأثار هذا الحديث مشاعر غاضبة واعتراضات شديدة من الحضور، منتقدين ما قاله المسئول الألمانى، خاصة فى ظل الممارسات العنصرية التى تمارسها إسرائيل وأعمال القتل والتنكيل بالشعب الفلسطينى، مطالبين إياه بتوضيح مدى تعبير هذا الرأى عن سياسة الحكومة الألمانية، وما إذا كان "رأى شخصى".
ورداًَ على حديث المسئول الألمانى، اعتبر الدكتور محسن توفيق، المستشار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أنه حديث استفزازى، متسائلا: "كيف يتحدث عن أمن إسرائيل كما لو كان أمن ألمانيا"؟ مؤكداًَ أن الشعب الألمانى نفسه لا يؤيد هذا الرأى، وإن كان لا يمكنه التعبير عن رأيه بحرية كما يشاع، فى الوقت الذى أصبح فيه المصريون أكثر قدرة على التعبير عن آرائهم بعد الثورة.
وقال السفير حسين الكامل، مستشار مركز المعلومات والمشرف على التعاون الدولى: "كيف أن ألمانيا لديها التزام نحو إسرائيل المعتدية، وليس لها التزام نحو فلسطين المعتدى عليها"؟ وتابع: "ما قلتموه كشف، بما لا يدع مجالا للشك، أولوية تعامل الغرب، وألمانيا تحديدا، فى التعامل مع أمريكا وإسرائيل".
ورغم الانتقاد الشديد الذى تعرض له المسئول الألمانى، عاد ليوضح أنه لا يتحدث باسم الحكومة الألمانية، مؤكداًَ فى الوقت نفسه أن أولوية العلاقات مع إسرائيل هى الواقع الحقيقى بألمانيا، ولا يقصد من حديثه استفزاز الجمهور.
وأضاف: يمكننا أن نتفق على أن نختلف، لأننا من ثقافتين مختلفتين، ولكن أولوية الأمن الإسرائيلى من الثوابت الألمانية وغير قابل للتفاوض"، مشيراً إلى أن هذا لا يعنى استعداد ألمانيا للدخول فى حرب بجانب إسرائيل ضد أحد دول الجوار، وإنما يعنى تدخلها فى عدد من الملفات الهامة، حيث شاركت المخابرات الألمانية فى صفقة جلعاد شاليط، ومنع دخول الأسلحة إلى حزب الله بلبنان.
وأكد أنه يمكن التعاون بين مصر وألمانيا فى المجالات والاهتمامات المشتركة، ولكن علاقة ألمانيا بإسرائيل أمر غير قابل للتفاوض، وهو الحديث الذى أثار مزيداً من استياء الحضور، معتبرين إياه إمعاناًَ فى الاستفزاز، وقام على إثره عدد كبير منهم بإخلاء القاعة اعتراضاًَ على حديث المسئول الألمانى.
موضوعات متعلقة:
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=523663
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق